أخبار عاجلة

إسرائيل دولة مارقة.. والحرب على غزة ضد الإنسانية - بوراق نيوز

إسرائيل دولة مارقة.. والحرب على غزة ضد الإنسانية - بوراق نيوز
إسرائيل دولة مارقة.. والحرب على غزة ضد الإنسانية - بوراق نيوز

عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع بوراق نيوز نقدم لكم اليوم إسرائيل دولة مارقة.. والحرب على غزة ضد الإنسانية - بوراق نيوز

محمد فايق وزير الإعلام الأسبق فى حوار لـ«الوفد»:

تهجير الشعب الفلسطينى مخطط صهيونى شيطانى

الإعلام الغربى غير محايد.. ويجب كشف زيف آلة الحرب الإسرائيلية

نعيش فى عالم لم يعد فيه مكان للكيانات الصغيرة

انسداد باب الإصلاح سبب الثورات العربية

«سد النهضة» معركة تحتاج إلى نفس طويل

الحرب الروسية الأوكرانية مصنوعة لاستنزاف الجانب الروسي

 

الوزير محمد فائق رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان السابق هو أحد رجال ثورة يوليو والمسئول الأول عن حركات التحرر فى إفريقيا منذ عام 1953 حتى 1970إبان توليه مسئولية وزارة الإعلام فى عهد الرئيس «السادات».

«فائق» كان يعد الذراع اليمنى للزعيم جمال عبدالناصر فى تنفيذ استراتيجيته نحو تحرير إفريقيا، فكان رئيس أركان عملية التحرير التاريخية التى شهدها العالم عقب الحرب العالمية الثانية والتى رسخت مصر فى قلوب وعقول أهل القارة السمراء جميعًا، وأكسبت «فائق» مكانة استثنائية لديهم حتى اشتهر بمهندس العلاقات المصرية الإفريقية فى الستينيات، حيث قدم خلال مسئولياته كمستشار الشئون الإفريقية والأسيوية دورًا كبيرًا فى مقاومة الاستعمار والعنصرية وتأكيد حق المصير، وصارت صداقات بينه وبين العديد من قادة وزعماء حركات التحرر الوطنى فى العالم وزعماء حركة عدم الانحياز مثل نيلسون مانديلا وأنديرا غاندى، وفيدل كاسترو، وجيفارا.

«فائق» مناضل سياسى ودبلوماسى كبير، شارك فى كل المعارك التى خاضتها مصر عسكريًا ودبلوماسيًا وسياسيًا.

لعب دورًا فى تعزيز مسيرة المجلس القومى لحقوق الإنسان إبان توليه رئاسته (2013-2021).

ولد«فائق» 1929 ودرس فى كلية الحربية ثم حصل على العديد من دورات الدفاع الجوى فى بريطانيا 1951، وعمل مديرًا لمكتب الرئيس جمال عبدالناصر للشئون الإفريقية ثم مستشاره للشئون الإفريقية والأسيوية، وعين وزيرًا للدولة للشئون الخارجية عام 1970، وتولى رئاسة وزراء الإرشاد القومى (وزارة الإعلام) من 1966، ونائب رئيس اللجنة المصرية للتضامن الإفريقى الأسيوى، تولى رئاسة المجلس القومى لحقوق الإنسان فى 22 أغسطس 2013.

اشتهر بمواقفه النضالية الكبيرة، خاصة فى أعقاب العدوان الثلاثى على مصر عام 1956، قدم استقالته من الوزارة فى عهد الرئيس الراحل «السادات» 1971 احتجاجًا على التوجهات السياسية للرئيس «السادات» ودفع ضريبة مواقفه عشر سنوات خلف القضبان، وفى السجن كتب أهم كتبه وهو «عبدالناصر والثورة الإفريقية».

قدم العديد من الإنجازات الكبيرة فأنشأ البرنامج الموسيقى فى الإذاعة والبرامج التعليمية بالتليفزيون والمركز الصحفى، وأنشأ وظيفة المتحدث الرسمى لأول مرة ومراسلى الإذاعة فى الخارج.

له العديد من المؤلفات خاصة الأبحاث عن إفريقيا وحقوق الإنسان وأبحاث عن الرئيس جمال عبدالناصر، وكذلك عن الثورة الإفريقية، وأخيرًا وثق تجربته ومشواره فى مذكراته التى تحمل اسمه «مسيرة تحرر..مذكرات محمد فايق» والتى صدرت عن مركز دراسات الوحدة العربية وهى شهادة ووثيقة من رمز وطنى كبير شارك فى كل الأحداث بل وكان أحد أهم صانعيها فى كثيرٍ من الأوقات، ولم تقتصر هذه المذكرات على الجانب السياسى والدبلوماسى فى حياته بل امتدت إلى الجانب الأسرى والعائلى منذ مولده فى المنصورة والانتقال إلى القاهرة ومشواره الوطنى عبر المناصب التى تولاها.

«الوفد» التقت محمد فايق وزير الإعلام الأسبق المسئول الأول عن حركات التحرر فى إفريقيا، وهذا نص الحوار..

589.jpg
محمد فايق وزير الإعلام الأسبق أثناء حواره مع «الوفد»

< بداية.. كيف ترى وضع العالم العربى فى المرحلة الراهنة وهل يمكن إلقاء اللوم على ثورات الربيع العربى فى التسبب فى الحال الذى وصل له الآن؟

<< بالطبع.. الوضع بالغ السوء، فالثورات العربية التى حدثت نتيجة انسداد باب الإصلاح، وهذا أسوأ شىء من الممكن أن يحدث، فالإصلاح التدريجى المستمر هو الذى يجعل هناك نوعًا من التطور السياسى الطبيعى، لكن عندما ينسد باب الأمل فى الإصلاح تقوم الثورات، إذن المشكلة ليست فى الثورات نفسها ولكن المشكلة فيما حدث قبلها، تفكك العرب بشكل كبير، وكل ذلك أصبح استحالة أن تستمر الأوضاع معه على هذا الشكل، مما أحدث هذه الهوجة الكبيرة فلم تكن هناك بدائل مناسبة.

< هل ترى أن الربيع العربى وما صحبه من أحداث أثر على القضية الفلسطينية؟ وهل يمكن القول إن الربيع العربى مؤامرة؟

<< بالتأكيد.. لأنه زاد من تفكك العرب- للأسف الشديد- رغم أن هذا حدث نتيجة تفكك العرب والأوضاع السيئة، بالإضافة إلى أن الدول الأجنبية تترقب الأحداث لتستغل كل هذه الظروف فأصبحت الحروب بين الدول الكبرى بالوكالة على الأراضى العربية مثلما حدث فى سوريا، فالأمر زاد تعقيدًا بما سمى بـ«الربيع العربي»، فنحن نعيش الآن فى عالم لم يعد فيه مكان للكيانات الصغيرة، ولا شك أن هناك أيادى أجنبية كانت ضمن أسباب الربيع العربى، فالملايين التى نزلت إلى الشارع لم تكن مؤامرة، لكن كانت هناك أياد أجنبية تعبث فى الداخل، إلا أن الأحوال بشكل عام كانت قد وصلت إلى حالة متردية سدت طرق الإصلاح، فثورة 25 يناير ثورة حقيقية وتكملتها كان فى 30 يونية، فالثورة لا يجوز الاستهانة بها.

601.jpg
فايق مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات

< كيف ترى الحرب على غزة وما تقييمك للموقف المصرى من القضية الفلسطينية؟

<< إسرائيل دولة مارقة والحرب على غزة شكلت جميع أنواع الجرائم التى نص عليها القانون الدولى والإنسانى، فهى بمثابة حرب إبادة ضد الشعب الفلسطينى، ولم نر نظيرًا لها فى العصور الماضية إلا ضرب الولايات المتحدة لكل من هيروشيما وناجازاكى بالقنابل الذرية أثناء الحرب العالمية الثانية، فقد شنت إسرائيل حربًا لتنتقم من الفلسطينين ولترتكب جرائم ضد الإنسانية، وخالفت بنود اتفاقيات جنيف فى هذه الحرب من حصار وتجويع الشعب وإبادته، أما الموقف المصرى فهو واضح للعيان، فمصر أولى الدول التى دافعت عن القضية الفلسطينية وهى صاحبة موقف مشرف، والرئيس عبدالفتاح السيسى والدولة المصرية كان موقفها واضحًا وصريحًا وهو الرفض المطلق لتهجير الشعب الفلسطينى بشكل عام، وخاصة إلى سيناء، فهو مخطط شيطانى تسعى إليه إسرائيل ولن يحدث، وسيذكر التاريخ هذا الموقف الوطنى الذى يأتى فى سياق كل المواقف الدائمة لفلسطين منذ نشأة الصراع على أراضيها.

598.jpg
محمد فايق برفقة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر

< باعتبارك كنت مسئولًا عن الإعلام فى عهد الرئيس «عبدالناصر» ما تقييمك لدور الإعلام فى زمن الحرب والصراع خاصة فى الحرب الإسرائيلية على غزة والحرب الروسية الأوكرانية عربيًا ودوليًا؟

<< الإعلام إحدى أدوات القوى الناعمة التى تلعب دورًا مهما على كل الأصعدة وعندما توليت مسئولية الإعلام فى زمن الرئيس «عبدالناصر» كنت أركز على الاستفادة من الإيجابيات واستثمارها، ومن واقع خبرتى ومتابعتى حاليًا شاهدت طفرة فى كثير من القنوات الإخبارية التى تعرض القضايا؟ وأتمنى أن يستمر هذا النهج لطرح كل القضايا بشكل جاد، وقد تابعت الكثير من القنوات الإخبارية العدوان على غزة والفلسطينيين بشكل جيد جدًا، خاصة وسائل الإعلام المصرى، فهى تؤكد دومًا موقف الدولة الداعمة للقضية الفلسطينية التى هى بمثابة أمن قومى لنا، وأعتقد أن الحرب فى الفترة القادمة الكثير منها يعتمد على الحرب الإعلامية، ونحن فى أمس الحاجة لتغيير الصورة أمام الرأى العام الغربى، لكشف الحقائق وزيف آلة الحرب الإسرائيلية، فالخطر الحقيقى هو مساندة الغرب وصمته على جرائم الاحتلال الإسرائيلى وعدوانه الأخير على أهالى غزة، فإسرائيل كيان صنعه الغرب فى المنطقة ليكون قوة رادعة، مما يؤكد أن أمريكا وأوروبا يكيلان بمكيالين فى مواقفهما، وما نراه أيضًا فى التعامل مع الأزمة الأوكرانية الروسية التى تشهد انحيازًا واضحا لصالح أهداف الغرب وأوروبا.

< عاصرت ثورتين..23 يوليو 1952 بل والإعداد لها و25 يناير 2011 كيف ترصد الفارق بينهما؟

<< الثورات بشكل عام لها سمة معينة تتسم بها مثل الثورة الفرنسية كانت ثورة للحقوق السياسية، والثورة البلشفية كانت ثورة الحقوق الاقتصادية، وكانت ثورة المصريين فى 1919 ثورة من أجل القضية الوطنية وحركة الاستقلال الوطنى، أما ثورة 1952 فكانت حركة تحرر كبرى وحق تقرير المصير لأفريقيا والعرب، فكانت ثورة فى كل مراحلها من أجل تحرير الأرض والتحرر الشامل الذى أثر فى كل الدول المحيطة، أما ثورة 25 يناير فكانت من أجل حقوق الإنسان التى خرجت من أجل الحرية والحقوق السياسية المدنية التى لم تكتمل فى عهد الرئيس عبدالناصر، وبالتالى ثورة 25 يناير جاءت لتستكمل ثورة 1952، كما نادت ثورة 25 يناير بالعيش والعدالة الاجتماعية، وجاءت لتحقق جزءًا لم تحققه ثورة يوليو وهو الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، فكانت ثورة يوليو من أولى الثورات التى نظرت إلى البعد الاجتماعى وجاءت ثورة 25 يناير لتصحيح الوضع لكى تصل إلى العدالة الاجتماعية، فالشعارات التى رفعتها الثورتان كانت واحدة.

< الرئيس «السيسي» قام بجهود حثيثة لاستعادة العلاقات المصرية الإفريقية بعدد ثورة 30 يونية.. ما قراءتك لذلك وهل نجحت مصر بالفعل فى العودة لأحضان القارة السمراء؟

<< هناك خطوات مهمة جدًا تمت بالفعل فى عودة العلاقات المصرية الإفريقية، فقد أصبح هناك نشاط اقتصادى مصرى موجود فى عدد كبير من الدول الإفريقية خاصة أوغندا وموزمبيق والكونغو ونامبيا، وتم فتح الباب أمام رجال الأعمال المصريين هناك، فلاشك أن هناك نشاطًا كبيرًا حدث، بالإضافة إلى أنه عندما تولى الرئيس «السيسي» رئاسة الاتحاد الإفريقى كان من أنشط الرؤساء وأدى دورًا مهمًا بالفعل خلال هذه الفترة، إلى جانب تبنيه كل القضايا الإفريقية، وهذه بلا شك خطوة مختلفة تمامًا عما كان موجودًا أيام الرئيس «مبارك» لكن المرحلة التى نحياها الآن تختلف عن مرحلة الرئيس «عبدالناصر» فالدول وقتها كان معظمها يرزح تحت نيران الاستعمار، فعندما قامت ثورة يوليو لم تكن هناك فى إفريقيا إلا دولتان فقط مستقلتين غير مصر هما ليبيريا فى الغرب وأثيوبيا فى الشرق وبقية الدول الإفريقية كانت تحت النظام العنصرى، إذن الظرف كان مختلفًا، ومصر قامت بدور أخطر ما يمكن إفريقيًا وعربيًا وعالميًا فى حركات التحرر، وقد كنت قياديًا فى حركات التحرر، وقد ساعدنا جميع حركات التحرر فى إفريقيا وكان لها مكاتب سياسية فى مصر، وكانت علاقتى جيدة بزعماء إفريقيا ومنهم نيلسون مانديلا، وخلال ست سنوات من (60-1966) هى مدة تقلدى منصب وزير الإعلام كنت عضوًا فى الوفد المصرى بالأمم المتحدة وعضوًا باللجنة الأساسية الرابعة المسئولة عن تحرير المستعمرات بصفة عامة، فقد أدينا دورًا كبيرًا جدًا دبلوماسيًا، وأيضًا على أرض الواقع التدريب وتقديم المساعدات والأسلحة، لكننا لم نتدخل فى شئون أى دولة نهائيًا، وبالتالى كانت علاقتنا متميزة للغاية، وللأسف الشديد تدهورت العلاقات أثناء مرحلة الرئيس «السادات» الذى أراد البعد تمامًا عن سياسة الرئيس «عبدالناصر» فجافى إفريقيا وهذا كان خطأ كبيرًا وقتها.

< كيف يمكن للقارة السمراء مواجهة التدخلات الخارجية وهل من الممكن أن نرى وحدة إفريقية فى المستقبل على غرار الاتحاد الأوروبي؟

<< بالفعل تمت إقامة منظمة الوحدة الإفريقية ثم تطورت إلى شىء على غرارالاتحاد الأوروبى، وأصبح هناك الاتحاد الإفريقى، وهناك آليات كثيرة جدًا من الممكن الاستفادة منها اقتصاديًا وثقافيًا وعسكريًا، فهناك مجالات كثيرة للوحدة، لكن النقطة الأهم من ذلك لإيجاد نهضة حقيقية أن يكون فى قلبها نهضة صناعية، فالنهضة الزراعية مهما كانت مطلوبة إلا أنها ستظل محدودة نظرًا لكمية المياه المتوافرة، لكن الأهم هو النهضة الصناعية، فهى ليس لها حدود، فإنتاج مصر الصناعى سوف تكون إفريقيا هى السوق الرئيسى له، وهى السوق المناسبة لنا حاليًا، وهى كلمة السر فى الفترة المقبلة، أما من الناحية السياسية فمصر تقوم بجهود كبيرة جدًا لإيجاد تكتلات إقليمية إفريقية كبرى، بيننا وبين الأفارقة، فنحن فى عالم لم يعد فيه مكان للقوى الصغيرة، ولا ينظر إلى الدول بشكل منفرد بقدر احترامه للتكتلات الدولية، وبالتالى لا بد أن نعمل على مستوى العالم ككيان كبير من خلال الاتحاد الإفريقى أو الجامعة العربية وبعض التجمعات الاقتصادية، فإفريقيا هى المستقبل.

< ما تقييمك لقضية سد النهضة وكيف ترى حجم خطورة هذه القضية، وهل من الممكن القول إنها المعركة الأخطر فى تاريخ مصر؟

<< هذا ملف مهم جدًا، وأستطيع القول إن هذه المعركة تحتاج إلى نفس طويل، وأرى أنها ممكنة، فقد ساءت العلاقات فى فترة سابقة مع أثيوبيا بشكل كبير واستطعنا بعد ذلك أن نرتقى بها إلى أعلى مستوى، فقد كنا نحل مشاكل أثيوبيا مع الصومال، لكن لا أستطيع الحكم على ما يجرى الآن بشكل كافٍ، فهناك اتصالات تجرى لا نعلم بها، ومصر قادرة على سير الأمور فى مصافها وهذا ما تفعله القيادة السياسية.

< وما حقيقة وجود مخطط صهيو أمريكى فى القضية؟

<< بالطبع هناك مخططات تجرى، لكن كل ذلك من الممكن احتواؤه، ونأمل أن تكون هناك خطوات جيدة فى القريب العاجل.

< ما تقييمك لتأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية على العالم العربى خاصة مصر؟

<< ما يحدث شىء عجيب، فهى حرب من نوع غريب جدًا، فلا يوجد أحد يتكلم عن السلام، ولا أحد يفكر فى وقف الحرب، فماذا جرى فى أوكرانيا، لكن من المؤكد أن الحرب صنعت لاستنزاف الجانب الروسى، ومن الواضح حتى الآن أن روسيا لم تتأثر كثيرًا، وأن الحياة مستمرة بشكل كبير هناك، وأن فكرة خضوع روسيا أو تركيعها لا أحد يشعر بها من الشعب الروسى، إلا أن تأثير الحرب الروسية الأوكرانية أثر بشكل كبير على العالم كله ليس فقط الدول العربية، وبالأساس على الدول المستوردة للقمح والغذاء.

< اتهام مصر بأنها تقف ضد حقوق الإنسان من بعض المنظمات الخارجية المشبوهة مثل هيومان رايتس ووتش والعفو الدولية خاصة بعد مرور فترة على إطلاق استرتيجية حقوق الإنسان فى مصر فما ردك على هذه الاتهامات وما تقييمك للجهود المبذولة فى ملف حقوق الإنسان خلال السنوات الماضية؟

<< الديمقراطية لا تأتى بين يوم وليلة، فنحن دولة تسعى إلى أن تكون دولة ديمقراطية، والوصول إلى الديمقراطية هو عملية مستمرة وليست مجرد قوانين ودعوات، وهى عملية مرتبطة بأشياء كثيرة جدًا، ونحن لدينا آليات الديمقراطية كلها موجودة، المؤسسات، والبرلمان منذ دستور 23 موجودة ولكن فى الحقيقة ما زال استخدامها ليس الاستخدام الأمثل، خصوصًا منذ العهد الملكى، فقضيتى الرئيسية هى الديمقراطية، وقد وجدت أن الوصول إلى الديمقراطية هى احترام حقوق الإنسان، فقد أصبحت القوانين الخاصة بحقوق الإنسان دولية، فلو طبقت حقوق الإنسان المتفق عليها دوليًا والتى أصبحت مصر مصدقة عليها، بل ومعظم الدول العربية لا بد أن يكون المجتمع ديمقراطيًا، لأن الديمقراطية لم يحدد شكل معين لها، حتى أن بعض الدول التى كانت بعيدة عن الديمقراطية كانت تلصق بها صفة الديمقراطية وهى بعيدة عنها تمامًا، فالالتزام بحقوق الإنسان هو طريق الديمقراطية. ومن أهم ما حدث بعد ثورة 2011 الدستور وأظن أنه حدث تطور كبير به فيما يتعلق بحقوق الإنسان وأصبحت القوانين من ناحية الحريات والحقوق من أفضل دساتير العالم، والمهم الآن هو إبان تطبيق الدستور، بوجود قوانين تعمل هذه الأشياء، وقد نجحنا إبان رئاستى لمجلس حقوق الإنسان إلى حدٍ كبيرٍ جدًا فى إنشاء قوانين جديدة أو تغيير بعض البقوانين القائمة حتى تتواءم مع الدستور الجديد، فهى عملية مستمرة فى تفعيل الدستور ومراجعة التشريعات كلها، بحيث تكون متطابقة مع القانون الدولى لحقوق الإنسان، فنحن فى طريق الديمقراطية، أما الغرب فللأسف الشديد لا ينظر إلا إلى الحقوق السياسية والمدنية فقط، وهذه ليست كل الحقوق، فحق الإنسان فى أن يعيش حياة كريمة والسكن والعمل وأن يتقاضى أجرًا يكفى احتياجاته، ضمن حقوق الإنسان، فالحقوق السياسية قطعنا بها شوط كبير، والحقوق المدنية ما زال الغرب يتهمنا فيها، فالغرب ينظر من زاوية واحدة بالخطأ، ويكون مسيسًا، فالديمقراطية لا تستورد ولا تنقل من بلد لآخر ولا تصدر، فالشعب هو صاحب الديمقراطية، وهذه مشكلة الغرب، لأن أمريكا ما زالت تنظر إلى الاحتياجات الإنسانية كالأكل والسكن والأجر كاحتياجات وليست حقوقًا، لكننا فى مصر نعتبر هذا حقوقًا وهناك إجراءات تقوم بها فى ذلك، فقد كنا أول مجلس ينبه إلى فكرة الحبس الاحتياطى والاتجاه الآن يسير نحو تحديد مدة الحبس الاحتياطى، فهناك خطوات خاصة قانون الجمعيات، ولا بد أن تكون هناك رقابة حتى تتحقق الديمقراطية، والمجلس القومى كان يقوم بكل هذه الإجراءات وكنا نجد مساندة كبيرة جدًا من القيادة السياسية فى الحقيقة.

< هل لديك تخوف من استغلال جماعة الإخوان بعض المنظمات لاختراق العمل السياسى من جديد؟

<< الإخوان فقدوا مصداقيتهم فى مصر وقدرتهم على العمل السياسى فى مصر أصبحت محدودة جدًا، ولا أخشى معهم، لكننى أخشى من الغرب، لأنهم يحاولون تجنيد بعض الناس بشكل مباشر أو غيرمباشر.

< ما الدور الذى يمكن أن يلعبه الإعلام لدعم استراتيجية حقوق الإنسان ومتى وكيف يمكن للإعلام البديل (السوشيال ميديا) أن تكون عدوانًا على حقوق الإنسان؟

<< الإعلام دائمًا يُظلم، لأن الإعلام هو صورة مجتمع تنعكس أمام الناس وليس العكس، فإذا كان المجتمع فاسدًا يصبح الإعلام فاسدًا، فالإعلام ينقل الصورة، لكن المهم أن دور الإعلام أصبح دورًا أساسيًا مهمًا، وعلم أيضًا، فنقل الخبر للمرة الأولى هو الذى يكون الرأى العام، ولذلك عندمًا كنت وزيرًا للإعلام اهتممت بوكالة الشرق الأوسط حتى أصبحت رقم واحد فى المنطقة، ثانيًا المواطن أصبح غير جاهل، فقد أصبح المجتمع أكثر وعيًا وأصبح انفتاحه على العالم من خلال الإعلام.

< إلى أى مدى ترى أن المرأة المصرية تتمتع بحقوق فى المجتمع؟

<< هناك اهتمام كبير بالمرأة منذ ثورة يوليو التى أدخلت حق انتخاب المرأة، والرئيس حاليًا فى الحقيقة مهتم جدًا، فالمرأة أصبح لها (ضهر) بشكل جيد، لكن ما زالت المرأة ليست فى مصر فقط بل العالم كله تحتاج إلى المزيد، فقضية مشاركة المرأة فى الحياة العامة وليست السياسية فقط، فمساواة المرأة ليست فقط لإنصاف المرأة ولكنه لإنصاف المجتمع.

< ما تعليقك على المشروعات القومية التى تقيمها الدولة الآن ومدى انعكاسها على حقوق الإنسان؟

<< بكل تأكيد.. جيدة جدًا، وهذا من صميم حقوق الإنسان، مثل القضاء على فيروس c، التأمينات الاجتماعية، التأمين الصحى، الحد الأدنى للأجور، حياة كريمة، القضاء على العشوائيات، كل هذه قضايا حقوق الإنسان، فكيف يمكن تجاهل ذلك، فيجب التوازن بين الحقوق الاجتماعية والمدنية.

600.jpg

< أخيرًا.. كتابكم «مسيرة تحرر» هل يعد من كتب السير الذاتية؟

<< إلى حد ما، فقد طبع فى مركز دراسات الوحدة العربية ببيروت فى مجمله الحياة السياسية وما قمت به فى حياتى سواء عندما كنت ضابط مخابرات والدور الذى قمت به فى المقاومة الشعبية فى بورسعيد ومرحلة وزارة الإعلام.