أزمة مياه تضرب مدينة سيدي بنور والمسؤولية تحتاج المحاسبة

تشهد مدينة سيدي بنور هذه الأيام أزمة خانقة لمياه الشرب، وسط تعثيم غير مفهوم، فلا مسؤولين خرجوا لتنوير الرأي العام المحلي وتحديد مسؤولية ما وقع بالمدينة حتى اختفت المياه، ودفعت بالساكنة إلى التحرك للبحث عن مياه.

– متى بدأت أزمة مياه الشرب بسيدي بنور ؟؟

تحدث فاعلون مدنيون في اتصال ب” هبة بريس ” ان أزمة مياة الشرب بمدينة سيدي بنور، بدأت في الظهور في السنوات الأخيرة، حتى وصلت إلى حد خطير بعد جفاف القنوات المائية القادمة من سد المسيرة المزود الرئيسي لمياه الشرب بالمدينة، غير ان مهما استمرار الأزمة لم تتحرك بالشكل المطلوب وزارة الماء والبيئة ومعها وكالة الحوض المائي والسلطات الإقليمية والمجالس المنتخبة ” مجلس البلدي ومجلس المدينة ومجلس الجهة” من اجل وضع خطة استباقية للازمة الحالية، وهو ما عجل بحدوثها خلال هذا الأسبوع ، ولعل صورة توصلت بها الجريدة ، تظهر لون الماء ، في حين ان ذوقه لا يمكن استهلاكه للشرب.

الوضع جعل العديد من السكان حمل براميل والبحث عن المياه في الابار المحيطة بالمدينة، من اجل الاستعمال المنزلي.

– ربط المسؤولية بالمحاسبة

مع اندلاع أزمة المياه بسيدي بنور، حتى بدأت كل جهة ترمي المسؤولية إلى جهة اخرى، مما عرض المواطن إلى التيهان وجعله يتسائل من يتحمل مسؤولية ما وقع بسيدي بنور؟؟؟

من المعلوم ان استراتيجية الماء التي أعطى انطلاقتها ملك البلاد محمد السادس، تماشيا مع المتغيرات المناخية التي تشهدها أقاليم وجهات المملكة من قلة التساقطات المطرية ، دفع بالملك إلى التسريع في خلق أوراش ضخمة من اجل توفير هذه المادة الأساسية للعيش، فانطلق إنجاز مشاريع تحلية مياه البحر، بعدد من المدن والأقاليم، بعضها اشتغل كمحطة اكادير، والبعض الاخر في مراحل الأخيرة من الأشغال، وبموازاة مع ذلك أعطى الملك اوامره لكل المسؤولين بضرورة وضع سياسات وبرامج بهذا الخصوص .

من هنا ما هي وضعية مسؤولي سيدي بنور او الجهة ككل بهذا الخصوص، لو كانت سياسة استباقية، لما اختفت المياه من الحنفيات بهذا الشكل، فرمي اللوم على الشركة الموزعة هو الحائط القصير، بل لابد من محاسبة من يضعون البرامج بالمدينة او الجهة وتأخرهم في استباق الأزمة كما فعلت عدد من المدن والجهات بالمملكة .

– أزمة مياه بنور هل تحقق السلطات مع ناهبي ” مياه الشرب” ؟؟

بعد تفجير انقطاع مياه الشرب والتي عاش على وقعها سكان مدينة سيدي بنور ، تم التحرك وتخصيص دفعة من المياه إلى سيدي بنور انطلاقا من سد المسيرة ، وسط مطالب للسكان بضرورة ترشيد استعماله والمحافظة عليه.

في حين تحركت أصوات اخرى تطالب من السلطات الوصية القيام بالتحريات الدقيقة والضرب بيد من حديد على كل من سولت له نفسه سرقة هذه المياه لإستعمالها في سقي أراضيه وخاصة أصحاب الأنفاق تحت الأرض.

خلال السنوات الأخيرة، تحرك لوبي كان يفلح خضروات من ضمنها ” الجزر ” بضيعات بإقليم الجديدة، وبعد تحرك السكان ضدهم بسبب استغلالهم بشكل كبير لمياه السكان من استنزاف للمياه الجوفية وحتى المعبأة بسد المسيرة التي وصلت حقينه إلى نسبة ضئيلة جدا .

تحرك هؤلاء إلى منطقة سيدي بنور، وبدأوا نشاطهم الفلاحي، وسط اتهامات وجهت لهم بسرقة مياه الشرب عبر حفر قنوات تحت ارضية، واستعمال تلك المياه في تفليح هكتارات من الأراضي تم كراءها لهذا الغرض، وإن تحقق المسؤولين وتبث ذلك فهذه جريمة يعاقب عليها القانون .

– كرونولوجية الأزمة الحالية التي وقعت بسيدي بنور

في ظل الوضعية الراهنة لقطاع الماء بمدينة سيدي بنور، و هذا الانقطاع المفاجئ للماء الصالح للشرب على مدينة سيدي بنور، تم تداول ما وقع على الشكل التالي :

– أولا : هذا الانقطاع المفاجئ جاء نتيجة الإنتهاء مخزون المياه بالساقية المجاورة لمحطة لاراديج بسيدي بنور و التي تغدي المدينة بالماء الشروب.

– ثانيا : الدفعة القادمة من المياه و القادمة من سد المسيرة و الدي يتكلف بنقلها المكتب الجهوي للإستثمار الفلاحي، وصلت الى محطة المعالجة بسيدي بنور مساء امس الاربعاء .

– ثالثا: سيتم تزويد المدينة بمياه الشرب في النصف الاول من يومه الخميس بعد ان يقطع مراحل المعالجة.

– رابعا : مشروع ربط مدينة بمحطة المعالجة المتواجدة بكريديد سينتهي خلال شهرين تقريبا.

– خامسا : مشروع ربط اقليم سيدي بنور بمحطة تحلية مياه البحر باسفي مازال لم يبدأ نظرا لعدم تلبية هذه المحطة لحاجات اقليم اسفي، و ستحتاج الى توسعة الإنتاج مما سيتغرق وقتا من اجل الانتهاء من هذا المشروع

– سادسا: حصة الاقليم من الماء هو مسؤولية وزارة التجهيز و الماء، ثم وكالة الحوض المائي.

– سابعا: نسبة المياه بسد المسيرة الذي يزودالمدينة بالماء هي : 0.5% و التي يقدر حجمها ب 14.53 مليون متر مكعب، فيما تبلغ النسبة العادية التي يجب ان تكون هي 2656. 99 مليون متر مكعب.

– ثامنا : تم اللجوء إلى حفر ابار على مستوى اقليم سيدي بنور ، حيث تم انجاز اكثر من 25 ثقبا بدون جدوى حيث أن حجم المياه ضعيف او مالح.

و بالتالي ستواجه ساكنة سيدي بنور ازمة حقيقية بخصوص الماء،تتطلب تدخل عاجل من الحكومة من الحد من تداعياتها خصوصا اننا مقبلون على فصل الصيف .