أخبار عاجلة

النهاية الحتمية لـ الإرهاب.. مصراتة تُسقط إرهابي بنغازي الهارب بعد مطاردة عنيفة - بوراق نيوز

عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع بوراق نيوز نقدم لكم اليوم النهاية الحتمية لـ الإرهاب.. مصراتة تُسقط إرهابي بنغازي الهارب بعد مطاردة عنيفة - بوراق نيوز

الإرهاب آفة تهدد المجتمعات وتسعى إلى زعزعة استقرارها وترويع سكانها وخاصة ليبيا. من بين القصص التي تجسد هذه الظاهرة البغيضة، تبرز قصة صدام الناظوري، العضو السابق في مجلس شورى بنغازي، الذي تحول من إرهابي هارب إلى مجرم ملاحق في شوارع مصراتة. هذه القصة ليست مجرد سرد لأحداث عابرة، بل هي عبرة لكل من يعتقد أن الإرهاب يمكن أن يجد له ملاذًا آمناً، وأن النهاية الحتمية لكل إرهابي هي الموت أو السجن.

نشأ صدام الناظوري في بيئة مضطربة، تأثر بأفكار متطرفة دفعته للانضمام إلى مجلس شورى بنغازي، الذي كان من أكثر الجماعات التكفيرية نشاطًا في المنطقة. مع تصاعد العمليات العسكرية للقوات المسلحة الليبية ضد هذه الجماعات في بنغازي، هرب الناظوري إلى مصراتة، المدينة التي أصبحت ملاذًا مؤقتًا له ولغيره من الإرهابيين الهاربين.
في مصراتة، لم يقتصر دور الناظوري على الاختباء، بل استغل الحماية التي وفرتها له بعض الجهات المحلية. هذه الجهات، التي ربما رأت فيه ضحية أو أداة لتحقيق مكاسب سياسية، منحته فرصة جديدة لمواصلة نشاطاته الإرهابية. وبينما كان يدعي المظلومية، كان يُخطط وينفذ هجمات مروعة، أبرزها الهجوم على معرض السيارات في زليتن عام 2022، حيث استخدم القواذف لتحطيم سيارات تابعة لمديرية أمن المدينة.

كانت جرائم الناظوري تتوالى واحدة تلو الأخرى، كل واحدة منها أكثر وحشية من سابقتها. لم يكن الهجوم على معرض السيارات في زليتن سوى بداية لسلسلة من الأعمال الإرهابية التي نفذها. من أبرز تلك الجرائم هجومه على مصنع الزبيدي في زليتن، حيث استهدف رجال الأمن وسيارات مديرية الأمن هناك، مما أسفر عن سقوط ضحايا وإلحاق أضرار جسيمة.
لم يكتفِ الناظوري بذلك، بل أقدم على قتل ثلاثة من أفراد الشرطة في مصراتة، وأطلق النار على نسيبه من زليتن، مما زاد من قائمة جرائمه وأدى إلى تكثيف الجهود للقبض عليه. كان الناظوري يسعى من خلال هذه الأعمال إلى نشر الرعب والفوضى، محاولًا زعزعة الاستقرار وزيادة التوترات في المنطقة.

مع تزايد جرائم الناظوري، أصبحت مسألة القبض عليه أولوية قصوى للقوة المشتركة في مصراتة. بفضل المعلومات الاستخباراتية والتنسيق بين الأجهزة الأمنية، تمكنت القوة المشتركة من تحديد مكان تواجد الناظوري والشروع في مطاردته. كانت المطاردة شرسة وخطيرة، حيث لم يتردد الناظوري في المقاومة ومحاولة الهروب بأي ثمن.

خلال العملية، أصيب بعض أفراد القوة المشتركة، لكنهم تمكنوا في النهاية من القضاء على الناظوري وإنهاء تهديده للأمن العام. مقتل الناظوري لم يكن مجرد نهاية لرجل، بل كان رسالة واضحة لكل من يعتقد أن بإمكانه الإفلات من العدالة بممارسة الإرهاب. مهما كان هناك من يدعمه ويحميه، فإن يد العدالة ستصل إليه في النهاية.

تُظهر قصة الناظوري بوضوح أن الإرهاب لا يمكن أن يجد مكانًا آمناً لفترة طويلة. مهما كانت الأسباب التي دفعت بعض الجهات إلى حماية الإرهابيين أو استخدامهم كأدوات لتحقيق مصالحها، فإن نهاية هذا الطريق معروفة ومحسومة. المجتمع الدولي والمحلي لن يقف مكتوف الأيدي أمام تهديدات الإرهاب، وسيواصل محاربة هذه الآفة بكل السبل الممكنة.

تجربة مصراتة مع الناظوري تبرز أيضًا أهمية التعاون الأمني والمعلوماتي بين مختلف الجهات لمكافحة الإرهاب. الجهود المشتركة والتنسيق الفعّال بين القوى الأمنية كانا حاسمين في إنهاء تهديد الناظوري وإعادة الأمان للمدينة. هذه التجربة تبرز أيضًا أهمية التحرك السريع والحاسم عند مواجهة تهديدات الإرهاب، وعدم التهاون مع من يسعى لتدمير الأمن والاستقرار.

إن قصة صدام الناظوري تذكرنا بحقيقة بسيطة وثابتة: الإرهاب لا يدوم، ونهايته محتومة مهما طال الزمن. دعم الإرهاب أو التغاضي عنه لأي سبب كان، سواء داخلي أو خارجي، يؤدي في النهاية إلى تدمير الذات وإلحاق الضرر بالمجتمع ككل.

مصراتة، التي احتضنت الناظوري في البداية، كانت هي نفسها من أنهت مسيرته الإرهابية. هذا التحول يبرز قدرة المجتمع على تصحيح مساره والتخلص من عناصر الفساد والعنف، مهما كانت الصعوبات. الإرهابيون مثل الناظوري قد يجدون ملاذًا مؤقتًا، لكنهم في النهاية يواجهون العدالة التي لا تتهاون مع من يسفك الدماء وينشر الفوضى.

إن قصة الناظوري هي عبرة لكل من يعتقد أن الإرهاب يمكن أن يكون وسيلة لتحقيق أهداف معينة. رسالة هذه القصة واضحة: يمهل ولا يهمل، والعدالة ستأخذ مجراها مهما طال الزمن ومهما كانت التحديات. المجتمع الواعي والقوي هو من يحارب الإرهاب بكل أشكاله ولا يتسامح مع من يسعى لتدمير الأمن والسلام.

ختامًا، قصة الناظوري هي تذكير للجميع بأن الإرهاب مهما وجد من يدعمه ويحميه، فإن نهايته حتمية. المجتمع الذي يقف في وجه الإرهاب ولا يتهاون مع عناصره هو المجتمع الذي سينتصر في النهاية. هذه هي الرسالة التي يجب أن نحملها دائمًا، وننقلها للأجيال القادمة: الإرهاب لا مستقبل له، والعدالة ستنتصر في النهاية.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24