أخبار عاجلة

خطيب الأزهر: الوقوف بعرفات يعلم أمة الإسلام درسا ويمنحها من أسرار الحج - بوراق نيوز

خطيب الأزهر: الوقوف بعرفات يعلم أمة الإسلام درسا ويمنحها من أسرار الحج - بوراق نيوز
خطيب الأزهر: الوقوف بعرفات يعلم أمة الإسلام درسا ويمنحها من أسرار الحج - بوراق نيوز

عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع بوراق نيوز نقدم لكم اليوم خطيب الأزهر: الوقوف بعرفات يعلم أمة الإسلام درسا ويمنحها من أسرار الحج - بوراق نيوز

الجمعة 07/يونيو/2024 - 05:18 م

ألقى خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر الدكتور عبد الفتاح العواري، العميد الأسبق لكلية أصول الدين بالقاهرة وعضو مجمع البحوث الإسلامية، والتي دار موضوعها حول الحج حكم وأسرار.

خطيب الأزهر: الوقوف بعرفات يعلم أمة الإسلام درسا ويمنحها من أسرار الحج

وقال الدكتور العواري، إن عبادة الحج تمثل الركن الخامس من أركان الإسلام، شرعها اللّه تبارك وتعالى ليأتي الناس بيته الحرام زائرين ربهم في بيته الحرام، فينالوا من فيوضات عطاء الله للحجيج، وهي أكثر من أن تحصى ويكفي من تلك الفيوضات أن الحاج إن تحققت فيه متطلبات الحج حيث لا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج؛ يكفيه من عطاء الله وفيوضاته أنه يعود ولا ذنب عليه.

وأوضح خطيب الجامع الأزهر، أن من فيوضات الله على الحجيج أيضا أن الحاج يعود بصحيفة بيضاء نقية يستأنف بها عهدًا جديدًا مع خالقه، وهذا ما قرره النبي ﷺ حينما قال: من حج فلم يرفث ولم يفسق ولم يجهل، رجع من حجه كيوم ولدته أمه، مضيفا: إنه عطاء اللّه لعباده الذين قصدوه في بيته راجين مغفرته داعين الله أن يكفر خطاياهم، ويمحوا ذنوبهم وأن يتقبلهم في عباده الصالحين.

وأوضح أن في الحج أسرارا وحكمًا قد يظهر بعضها لنا ويخفى علينا الكثير منها، لكن الذي يدخل هذه العبادة بسريرة نقية، ونفس صافية، وصدق في العهد تتجلى له تلك الأسرار وتظهر له بعض تلك الحكم، فالمسلم حينما يرمق بعينيه إن كان واقفًا بعرفات أو مشاهدًا عن بعد لتلك الجماهير الهادرة التي تتفلق حناجرها عن قولها: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك، لا شريك لك لبيك، لبيك حقًا حقًا تعبدًا ورقًا، ترمق سرًا عظيمًا وحكمة جليلة.

وتابع: هذا السر وهذه الحكمة تتمثل في كون موقف عرفات يمثل صورة مصغرة ليوم الحشر الأكبر، حيث تُرى تلك الجماهير مع اختلاف ألوانها ولغاتها ولهجاتها وأجناسها وأعراقها يجمعهم نشيد واحد وتلبية واحدة، وتكبير واحد وتهليل واحد، وشارة واحدة، ليس هناك ما يميز بين الرئيس والمرؤوس، ولا بين الغني والفقير، إنما الكل عباده جاءوا من كل حدب وصوب يباهي الله بهم ملائكته حيث يقول الله تعالى: "يا ملائكتي انظروا إلى عبادي جاؤوني شعثًا غبرًا ضاحين يرجون رحمتي ويخشون عذابي؛ يا ملائكتي أشهدكم أني قد غفرت لهم.

وأشار خطيب الجامع الأزهر، إلى أن هذا الموقف يعلم أمة الإسلام الاسلام درسًا ويمنحها سرًا من أسرار الحج، إنه سر المساواة حيث ذهبت الفوارق، وانطمست المعالم، واختفت الرتب والمناصب، الكل عبد ورب الكل معبوده. تلك المساواة التي حققها الله في هذه العبادة وغيرها من عبادات الإسلام لأن الكل تحت لواء الشريعة أكفاء لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأبيض على أحمر ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى. فميزان التفاضل عند ربكم: "إن أكرمكم عند الله أتقاكم".

وبيّن د. العواري، أن النبي ﷺ قرر مبدأ المساواة في خطبة حجة الوداع؛ فنادى في الناس وهو على ناقته القصواء: أيها الناس...  ما خص بالنداء فئة دون فئة، ولا لونًا دون لون، ولا عرقًا دون عرق؛ إنما خاطب الناس جميعًا قائلًا: أيها الناس إن ان الهكم واحد، وإن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا كلكم لآدم وآدم من تراب.

وأضاف: هذا هو مبدأ المساواة وتحقق هذا المبدأ في شتى المجالات وطبقه النبي ﷺ اجتماعيا وسياسيًا وقضائيًا، قال ﷺ: والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها، وقال ﷺ: الناس سواسية، لا فضل لعربي على عجمي إن أكرمكم عند الله أتقاكم، تحقيقًا لمبدأ الأصل الإنساني الذي منحه الله تبارك وتعالى لسائر البشر: يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير.

ونوه قائلا: ما أحوج أمة الإسلام أن تعي هذا السر وأن تتأمل هذه الحكمة، فمتى تحقق مبدأ المساواة بينها أفرادًا وجماعات، بين سائر البشر الذين يستظلون بظل شريعة الإسلام عاش الناس آمنين مطمئنين وتحقق لهم الحب والوئام والأخوة والسلام، فمبدأ المساواة الذي أعطته فريضة الحج كسر من أسرارها يقتضي أن تمنح ما منحه الله لمن منحهم الله وأعطاهم المساواة، أن تمنح الحقوق والواجبات.

واسترسل قائلا: فالمسلمون تتكافئ دمائهم ويذهب بذمتهم أدناهم؛ لابد وأن يحققوا الحريات فلا يسلب الفرد حريته، ولا يسلب المجتمع حريته، ولا تسلب الشعوب حريتها، فحرية الشعوب عطاء من الله؛ ليس منة من أحد، فإن رأينا شعبًا يريد أن يسلب حرية شعب فحري بالإنسانية أن تقف موقف موحد لتعيد الحرية المسلوبة لأصحابها، أين الضمير العالمي؟ أين منظمات حقوق الإنسان، من شعب عريض صاحب أرض ومقدسات سلبت حريته، ظلم، قتل أطفاله وشيوخه ونساؤه، ودنست مقدساته والعالم الحر يرفع راية الحريات ويرفع راية حقوق الإنسان، أين حقوق الإنسان في زمن ضاعت فيه الحقوق وسلبت فيه الحريات؟ إن المساواة التي أقرها نظام الأمم المتحدة وحقوق الإنسان؛ نادى بها نبي الإسلام قبل 14 قرن من الزمان.

وشدد على أنه حري بنا أن نرى ذلك مطبقًا بين سائر البشر، لا فرق بين عربي وعربي، ولا أصحاب عقيدة وعقيدة، وأصحاب لون ولون، وأصحاب جنس وجنس، وأصحاب عرق وعرق حتى تستقر الحياة ويأمن الناس في هذه الدنيا فيعيشون سعداء مطمئنين.