هل دعاء المريض مستجاب؟.. سُنة نبوية تربحك بستانًا في الجنة - بوراق نيوز

رغم عدم وجود نص صريح يؤكد أن دعاء المريض مستجاب، إلا أن هناك أدلة دامغة ومثبتة تشير إلى أهمية الدعاء عند المرض وأنه لا يرد، فما هذه الأدلة التي تثبت أن دعاء المريض مستجاب وكيف يكون الدعاء ومتى يجب عيادة المريض وفضل ذلك كما جاء في السنة النبوية؟ هذا ما نتحدث عنه عبر القاهرة 24.

دعاء المريض مستجاب

تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا حول هل دعاء المريض مستجاب؟، فأجابت بأدلة تثبت ذلك، فقالت في فتوى رسمية: قد رغّب الشرع في خصوص دعاء المسلم لأخيه، وبيَّن أنه مستجاب؛ فعن عبد الله بن يزيد قال: حدثني الصنابحي أنه سمع أبا بكر الصديق رضي الله عنه يقول: إن دعاء الأخ لأخيه في الله عزَّ وجلَّ يُستجاب.

ويصنف دعاء المريض تحت تصنيف دعاء المضطر الذي لا حيلة له ودعوته تكون مستجابة مصداقا لقوله تعالى: "أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ".

وحثت الإفتاء على الأدعية النبوية للشفاء لما لها من فضل كبير، منها ما رواه الترمذي عن أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا حزبه أمرٌ قال: "يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيث". 

كما كانت من أدعية النبي في المرض: "رب الناس اذهب الباس اشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما"، وكذلك: "اسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفيك".

لذلك يستحب لكل مريض أن يكثر من الدعاء بالشفاء بقلب خالص وثقة في الله تعالى ورجاء لشفائه ومن ذلك ما يلي:

• اللهم لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، إنك على كل شيء قدير. 
• اللهمّ إني أسألك من عظيم لطفك، وكرمك، وسترك الجميل، أن تشفيه وتمده بالصحة والعافية. 
• نسأل الله عز وجل أن يمتعك بالصحة والعافية ويحميك من كل شر وسوء. 
• اللهم اشفه شفاءً عاجلًا لا يغادر سقما. 
• يا رب اشف كل مريض وامنحه الصحة والعافية والسلامة من كل سوء ومرض. 
• ندعو الله بشفائك وخروجك من المشفى، متعك الله بوافر الصحة والعافية. 

دعاء للمريض بالشفاء العاجل

حث الشرع على دعاء للمريض بالشفاء العاجل وزيارته التي جعل الله تعالى ثوابها الجنة، فقد بينت دار الإفتاء أنه "من المقرر شرعًا أنَّ عيادة المريض من حقوق المسلم على المسلم؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "خَمْسٌ تَجِبُ لِلْمُسْلِمِ عَلَى أَخِيهِ: رَدُّ السَّلَامِ، وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ، وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ، وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ، وَاتِّبَاعُ الْجَنَائِزِ" متفق عليه، واللفظ لمسلم.

وبشرت الفتوى الرسمية كل من يزور مريضًا بأنه "قد رتَّب الشرع الشريف على عيادة المريض أجرًا عظيمًا؛ لِمَا فيها من الألفةِ والشفقةِ، ولِمَا يدخلُ على المريض من الأنس بعائده والسكون إلى كلامه".

واستدلت على الجزاء بالجنة لمن زار مريضًا ووساه، بما أخرجه الترمذي في سننه عن أبي فَاخِتَةَ قال: "أخذ عَلِيٌّ كرم الله وجهه بيدي، قال: انطلق بنا إلى الحسن رضي الله عنه نعوده، فوجدنا عنده أبا موسى رضي الله عنه، فقال علي: أَعَائِدًا جئت يا أبا موسى أم زائرًا؟ فقال: لا، بل عائدًا، فقال عليٌّ: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَعُودُ مُسْلِمًا غُدْوَةً إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِيَ، وَإِنْ عَادَهُ عَشِيَّةً إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ، وَكَانَ لَهُ خَرِيفٌ فِي الجَنَّةِ".

وأوضحت دار الإفتاء أن معنى "الصلاة من الملائكة"؛ أي الدعاء للزائر؛ وقال الملا علي القاري "الغُدْوَةُ: بضم الغين: ما بين صلاة الغدوة وطلوع الشمس.. والظاهر أن المراد به أول النهار ما قبل الزوال، (إلا صلَّى عليه) أي: دعا له بالمغفرة، سبعون ألف ملك حتى يُمسي قال ابن حجر أي: حتى ينتهي المساء، وانتهاؤه بانتهاء نصف الليل.

وتابعت: "وإن عاده عشية" أي: ما بعد الزوال أو أول الليل "إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح، وكان له" أي: للعائد في كلا الوقتين خريف في الجنة أي: بستان في الجنة.

ويسن لكل من زار مريضًا أن يدعو له 7 مرات بقوله "أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك" لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح أن من يفعل ذلك يكون سببًا لشفاء المريض بإذن الله تعالى "إلَّا عافاه اللهُ من ذلك المرضِ".

دعاء شفاء المريض مكتوب قصير

من أكثر نماذج وصيغ دعاء شفاء المريض مكتوب قصير يتداوله المسلمون هو ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله "اذهب البأس ربّ النّاس، واشف أنت الشّافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقمًا".

ويوجد دعاء مستجاب للمريض آخر وهو: "ضع يدك على الذي تألم من جسدك، وقل: بسم الله ثلاثًا، وقل سبع مرّات: أعوذ بالله وقدرته، من شرّ ما أجد وأحاذر".