حكم زيارة القبور في العيد.. دار الإفتاء توضح - بوراق نيوز

حكم زيارة القبور في العيد

زيارة القبور في العيد من العادات القديمة والمتوارثة عند المصريين، حيث يحرص عدد كبير منهم على زيارة القبور خلال العيد لقراءة الفاتحة والدعاء للمتوفين بالرحمة والمغفرة. مع اقتراب أول أيام عيد الفطر 2024 غدًا الأربعاء، يتجدد التساؤل حول حكم زيارة القبور في العيد.

حكم زيارة القبور في العيد

أوضحت دار الإفتاء المصرية أن زيارة المقابر مندوب إليها في جميع الأوقات، حيث جاء الأمر بها مطلقًا ليشمل جميع الأوقات، وتزداد أفضلية زيارتها في الأيام المباركة، ومنها أيام العيدين، لما فيها من معاني الصلة والبر، والدعاء للمتوفين بالرحمة والمغفرة. يجب مراعاة عدم إثارة الأحزان وعدم التلفظ بألفاظ الجاهلية أو الاعتراض.

حكم زيارة المقابر في يوم العيد

أكدت دار الإفتاء أنه إذا كان استحباب زيارة المقابر في بعض الأيام لفضلها، فإن القول بزيارتها في أيام العيدين أولى بالجواز والمشروعية، حيث تزيد أفضليتهما وبركتهما ورجاء قبول الدعاء فيهما، وبالتالي يُستحب فيها زيارة القبور مع الالتزام بآدابها وضوابط الشرع.

السنة النبوية وزيارة القبور

من سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يذهب لصلاة العيد من طريق ويرجع من طريق آخر، وقد فسر العلماء أن من أسباب فعله ذلك زيارة قبور أقاربه. ومن الأحاديث في ذلك:

عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما: «كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا كان يوم عيد خالف الطريق» (رواه البخاري).

عن ابن عمر رضي الله عنهما: «أخذ يوم عيد في طريق، ثم رجع من طريق آخر» (رواه أبوداود والدارمي في السنن، والحاكم في المستدرك، والبيهقي في السنن).

أوضح العلماء أن الحكمة من مخالفة الطريق تشمل زيارة القبور، من بينهم:

الإمام الرافعي في "العزيز شرح الوجيز".

العلامة شمس الدين الكرماني في "الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري".

العلامة الدميري الشافعي في "النجم الوهاج في شرح المنهاج".

الحافظ ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري".

الإمام العيني في "عمدة القاري".

زيارة القبور في العيد عبر العصور

زيارة القبور في العيد كانت معتادة عبر القرون، ولم ينكرها أحد.

تصريحات المفتي حول زيارة القبور في العيد

الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أكد أن زيارة القبور سنة ومستحبة للاعتبار والتذكير بالموتى، وأنه لا مانع من زيارة القبور في العيد، بشرط ألا تكون لأجل البكاء واستحضار الأحزان، حيث ينبغي أن تكون للاعتبار والتأمل.

الأحاديث والدعاء عند زيارة القبور

عند زيارة القبور يُستحب أن يقول الزائر:

"السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الدِّيَارِ، مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لاَحِقُونَ، [وَيَرْحَمُ اللَّهُ الْمُسْتَقدِمِينَ مِنَّا وَالْمُسْتأْخِرِينَ] أَسْاَلُ اللَّهَ لَنَا وَلَكُمُ الْعَافِيَةَ".

عن ابن عباس: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقبور المدينة، فقال: "السلام عليكم يا أهل القبور، يغفر الله لنا ولكم، أنتم سلفنا ونحن بالأثر".

أدعية للمتوفى عند زيارة القبور

"اللَّهُمَّ، اغْفِرْ له وَارْحَمْهُ، وَاعْفُ عنْه وَعَافِهِ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ..."

"اللهمّ أنزله منزلًا مباركًا، وأنت خير المنزلين..."

"اللهمّ أعذه من عذاب القبر، وجفاف ِالأرض عن جنبيها..."

زيارة القبور في العيد تظل عادة محببة ومستحبة إذا التزم الزائر بالآداب الشرعية وتجنب إثارة الأحزان.