درناوي يصفُ لوكالتنا فاجعة درنة بالطامة | الجز ء الثاني - بوراق نيوز

عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع بوراق نيوز نقدم لكم اليوم درناوي يصفُ لوكالتنا فاجعة درنة بالطامة | الجز ء الثاني - بوراق نيوز

 

كنا معكم في الجزء الأول من حكاية مروان الذي غادر مدينة درنة إلى مدينة بنغازي بعد فاجعة المدينة، وعرّفنا باسمه وبعدد أفراد عائلته المكونة من خمسة بنات وأمهن، كما تحدث مروان في الجزء الأول بأنفة مغلفة بأسى عن مدينته –درنة الزاهرة- التي قال إنها مرتْ بمنعطفات ومحطاتٍ كثيرة، خلفت فيها عديد الندوب، لكن آخر ما أصابها كان ثقيلاً.. ثقيلاً على درنة والدراونة الذين أحبوها كما هي، كما أخذنا في جولة حول في تفاصيل الكارثة… قُبيل انهيار السدين.. بالقول: قبل الكارثة بيوم، كان الأوضاع مستتبة، اتصالنا بمعارفنا في مدينة درنة للاطمئنان عليهم وعلى أوضاع العاصفة التي جاءت من اليونان.. ليخبرونا أن العاصفة لا تتعدى كونها أمطار غزيرة ورياح عاتية، وهو ما بثّ الطمأنينة في نفوسنا… وكانت مخاوفنا الأعظم هي من البحر “خفنا البحر يهيج علينا، خصوصًا اللي ساكنين جنب الكورنيش”

ووصلنا وإيّاكم إلى لحظة دخول المياه إلى منزله.. حتى علت صرخات إحدى بناته… “بابا الميه خشت علينا”!!
وفي الجزء الثاني نُكمل بقية الحكاية…

يقول مروان: فجأة… وبدون مقدمات، بدأت المياه بالدخول على منزلنا الصغير، وسط صراخ بناتي من هوّل الفاجعة… هرعت من فراشي مسرعًا نحو الباب الرئيس للمنزل.. تفاجأت.. الباب مفتوح، والمياه تنهمر إلى المنزل بغزارة، حتى وصل منسوبها إلى المتر تقريبًا…
يواصل حديثهُ وملامح الذهول تعتلي وجهه.. هرعنا لرفع الأثاث، ولكن إحدى الخزائن ارتطمتْ برأسي، مما دفعني وبفعل المياه التي ارتفع منسوبها إلى التقدم مترين إلى ثلاثة أمتار على الأمام.. نهضت، وأخبرت عائلتي بضرورة الذهاب على أعلى نقطة في المنزل، أي الذهاب على السطح.. وبالفعل تمكنت اثنان من بناتي للصعود إلى الأعلى..

 

وفي لحظات مأساوية، بدا فيها الوقت وكأنه قد توقف، يصفُ المشهد مذهولاً عيناه بارزتان مملؤتان بالحسرة “الميّه رافعتني، وأنا نطفو، وتطفوا معيا الثلاجة والغاز كأنهم بشر.. والحوش مليان ميّ” على حد تعبيره.
يُكمل حديثهُ لوكالتنا.. في خضم الهلع والخوف ومحاولة النجاة، كنت أصرخ بأعلى صوت.. أصعدوا لأعلي، اصعدوا لأعلى.. لعل منهن من تستطيع النجاة، تمكنت اثنان من بناتي إحداهن عمرها تسعة أعوام والأخرى خمسة عشر عامًا..

يواصل الحديث… تستمر المياه في التدفق بغزارة إلى منزلنا، ولكن هذه المرة كان تدفقها اقوى وأشد من المرة الأولى.. حاولت النجاة، وإنقاذ فلذات أكبادي، أذكر حينها وفي لحظة ما، كانت زوجتي تقف وسط المياه والطمي والمياه تستمر في التدفق، وهي واقفةٌ مذهولة، عيناها مفتوحتان جفناها متصلبتان، يحاول عقلها تفسير ما يحدث، والبحث عن المنطق… ولكن يبدو أنه لم ولن يستطع!
يتابع حديثه… يستمر مسلسل الخوف والذعر واللحظات الكارثية، ويواصل الطوفان الدخول لمنزلنا عنوة، ليغرق كل ما فيه… ومع دخول السيول بقوة، دفعتني واصطدمت بالجدار ومن ثمّ سحبني الطوفان إلى أعلى منزلي… هناك تشبثّت بالحياة وحاولت النجاة، ولكن… في المنزل توجد بناتي الثلاثة وأمهن!

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24